التقاليد الشفهية وراء أسفار موسى الخمسة
أحد الأدلة لهذا الأمر هي مجرد حقيقة أن الثقافات البدائية حتى في يومنا هذا تعتمد كثيرًا على سرد القصص، وتعتمد كثيرًا على تكرار سرد القصص القديمة من جيل لجيل على شعبها، وفي الكثير من الأحيان يتوازى هذا مع ما كان يحدث في زمان الكتاب المقدس حيث كان البشر يفعلون أمرًا مشابهاً. وأكثر الأدلة الملموسة التي لدينا لهذا الأمر في أسفار موسى الخمسة، ككل، هي الطريقة التي نجد قصص الخروج والعدد تتكرر بموجبها، في الكثير من الأحيان، في سفر التثنية. وفي سفر التثنية، نُعطى السياق حيث يُلقي موسى خطبة أو يعظ عظة تتضمن العناصر التي نجدها أيضًا في سفر الخروج والعدد. ولكن الأمر الشيق بخصوصها هو بينما أنها متشابها إلا أنها ليست متطابقة بالضبط.
وبالتالي، فقد كان هناك ثقافة في زمان موسى، كان هناك ثقافة في إسرائيل في تلك الأيام، تأخذ قصص الماضي أو الحكايات من الماضي، الأمور التي حدثت وكيفية نقلها من جيل لجيل، ثم تستخدمها بطرق محددة في السياق الذي يعشون فيه. وبالطبع، كما تعلم، فقد تربّى موسى في بيت أمه في السنوات المبكرة من حياته، وبالطبع، أعطى له هذا القصص ليعرفها عن أجداده، وعن هويته كعبري، وأن يعرف هويته كشخص من نسل إبراهيم. وبالطبع، في تعامل موسى مع شيوخ إسرائيل، حتى بعد عودته من الوقت الذي قضاه مع يثرون، كان يتعلم المزيد من القصص المميزة لأجداده. وبالتالي، فتوجد أسباب جيدة تجعلنا نظن أن موسى اعتمد، بالفعل، على التقاليد الشفهية، أو القصص التي كانت تُسرد من جيل لجيل، عند كتابته للأجزاء المختلفة من أسفاره الخمسة.
الدكتور ريتشارد إل. برات، الابن هو مؤسس ورئيس خدمات الألفيّة الثالثة وأستاذ زائر للعهد القديم في كلية اللاهوت المُصلَحة (Reformed Theological Seminary)، بمدينة اورلاندو، ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكيّة.